ما
زالت علوم المنهج تؤكّد إشكالية واحدة -تتمحور حولها جميع المسائل الأخرى
التي تأخذ بعداً إشكالياً أيضا في وضعها المعرفي كمداخل للعلم- أرهقت
الأنساق المدرسية في الفكر الإسلامي على طول مساراته، وأروقته واتجاهاته
المعرفية.. هذه الإشكالية أخذت إطاراً اصطلاحياً أطلقت عليها مؤخراً
إشكالية (فهم النص). يعود هذا الأمر في جذوره إلى أن أغلب الحضارات الدينية
تستند في رؤاها الكونية وحركتها وفعلها الاجتماعي في مضمار الصراع
التاريخي إلى وجود مرجع أو نموذج يحتضنه نص معين، يمثل أساً لمنطلقاتها لا
يمكن الحياد عنه، كونه (المرجع) يمثل الهوية التي تغلّف تلك الحضارة
الدينية وشرعية مساراتها في كل الاتجاهات التي يفرضها الواقع وتحدياته، إذ
للنص سلطة في حركة الحياة، لا تشرع إلا من خلال تلك السلطة...